تشهد محافظة شبوة، خطوات متواصلة نحو تحقيق الأمن والاستقرار وإرساء التنمية التي ينشدها أبناء هذه المحافظة بعد سنوات من الحرمان.
سلسلة من المشاريع التنموية والخدمية التي جرى ويجري تنفيذها من أجل الدفع بعجلة التنمية للأمام ونحو تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وانتشال محافظة شبوة من أوضاعها المتردية وبما يلبي التطلعات.
وخلال الفترة الماضية، ساندت الأذرع الإنسانية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، جهود السلطة المحلية من أجل إنعاش الكثير من القطاعات الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين، وبما يسهم في تعزيز الأمن والأمان وإعادة السكينة العامة للمحافظة التي عانى أبناؤها الكثير جراء عبث وفوضى الإرهاب الثلاثي المتمثل في “الحوثي، القاعدة، الإخوان”.
اليوم عادت محافظة شبوة لتخطو خطوات متقدمة في النهوض والتنمية والاستقرار، وباتت المحافظة تشهد حراكاً اقتصادياً وتنموياً غير مسبوق منذ سنوات، بقيادة محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير العولقي.
تعزيز الأمن
وبالرغم من تكالب التحديات الأمنية بشكل خاص وعلى شبوة خصوصا من ثلاثي الشر والإرهاب، إلا أن المحافظة تخطو نحو مرحلة جديدة من الاستقرار الأمني غير المسبوق.
خلال الأيام الماضية، تخرجت أولى الدفعات المؤهلة ضمن مبادرة الارتقاء بالسلك الأمني والشرطوي في محافظة شبوة، والتي يجري تنفيذها لمدة عامين بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
المبادرة تتركز على ثلاثة محاور: الأول يختص بتحديث البنية التحتية من مبانٍ أمنية. والمحور الثاني يختص بالتجهيزات والمعدات اللازمة للقيام بدورها. في حين المحور الثالث يتركز على القوى البشرية من خلال تأهيل الأفراد والضباط بالمهارات والقدرات الأمنية التي تمكنهم من أداء واجبهم المناط في ترسيخ الأمن ومكافحة الجريمة والتصدي للفوضى والإرهاب.
وسبق للإمارات أن تبنت مبادرات مماثلة لدعم القطاع الأمني في عدة محافظات محررة، وأسهمت تلك الجهود الأخوية في انتشال القطاع الأمني واستعادة دوره الهام في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع.
وأكد المشرف العام للمبادرة الإماراتية، اللواء أحمد المهيري، أن البرنامج التدريبي بدأ قبل ثلاثة أشهر، بتوجيهات من القيادة العليا لدولة الإمارات، مضيفاً إن البرنامج يأتي على فترات زمنية محددة من أجل تعزيز المنظومة الأمنية ورفع مستوى جاهزيتها وكفاءتها، مشيراً إلى أنه سيكون رافدا لتثبيت الأمن في أنحاء المحافظة.
بدوره توجه مدير شرطة شبوة العميد فؤاد النسي، بالشكر لدولة الإمارات لدورها في تعزيز دور الأمن في شبوة، عبر دعم وتدريب الشرطة، إضافة لتأهيل المقار الشرطية وتزويدها بالمعدات والآليات المطلوبة.
إنعاش الصحة
وبموازاة الجانب الأمني، حظيت شبوة بسلسلة من المشاريع التنموية في عدة قطاعات خدمية وحيوية، آخرها قطاع الصحة الذي يشهد تطورا كبيرا في ظل الدعم السخي الذي تقدمه مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والمتمثل في تأهيل وصيانة وتحديث 16 مستشفى ومنشأة صحية في عتق وباقي مديريات المحافظة.
وتأتي هذه المشاريع ضمن توجهات الإمارات الداعمة لإنعاش القطاع الصحي وتحديث الخدمات الطبية المقدمة للمرضى وتخفيف معاناتهم في الحصول على رعاية صحية متكاملة.
وأشار مدير عام مكتب الصحة العامة في شبوة، الدكتور علي الذيب، إلى أن القطاع الصحي يشهد انتعاشه غير مسبوقة من خلال الدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات عبر مؤسسة خليفة الإنسانية الذي تنفذه مبادرة إغاثية تهدف إلى مساعدة القطاع الصحي على تحسين الخدمات المقدمة للمرضى، موضحا أنه تم البدء بالمرحلة الأولى عبر استهداف 4 مستشفيات محورية في عتق، وبيحان، وعزان، وعرماء، وتضمنت المرحلة إعادة تأهيل المباني الصحية ورفدها بالتجهيزات والمعدات الطبية الحديثة، إلى جانب التعاقد مع كوادر طبية لتقديم خدمات صحية متكاملة للمرضى.
وأضاف إن المرحلة الثانية سيتم البدء بها قريباً وتتضمن استهداف 16 مرفقا صحيا في عتق وباقي مديريات المحافظة، وذلك ضمن جهود تعزيز الخدمات الصحية والارتقاء بها.
توفير المياه
وحظي قطاع المياه باهتمام كبير من خلال تبني مشاريع لحفر آبار ارتوازية في عدة مناطق محرومة من الخدمة، وكذا تأهيل السدود وقنوات الري.
ومؤخرا افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع إيصال المياه النظيفة لسكان قرية الجريبة بمنطقة مره شمال عتق، والتي ظل أبناؤها محرومين من وصول المياه لسنوات.
وساهم إيصال المياه إلى المنطقة في رفع المعاناة عن السكان خصوصا الأطفال الذين يتكبدون مشقة التوجه إلى مسافة تتجاوز 4 كيلومترات من أجل تعبئة لترات بسيطة من المياه النظيفة.
وأوضح مدير عام مكتب مياه الريف بالمحافظة المهندس مروان محمد بارويس، أن مشروع مياه الجريبة أحد المشاريع المنقذة للحياة، وهو ضمن حزمة مشاريع تنموية يجري تنفيذها بدعم الأشقاء في دولة الإمارات لصالح إنعاش قطاع المياه وإيصال الخدمة للمناطق المحرومة والمتضررة.
وأضاف إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حرصت منذ الوهلة الأولى لتدخلاتها التنموية والإغاثية على تلمس احتياجات المناطق النائبة والمحرومة وتوفير لها أبسط الخدمات والمساعدات التي ترفع معاناة الأهالي القاطنين تلك المناطق.
وافتتحت الإمارات العام 2023 بالتوقيع على تمويل مشروع صيانة 21 منشأة مائية في شبوة ضمن مساعيها الحميدة لتنمية قطاعاتها المختلفة، وفقاً لاحتياجات المواطنين ومتطلباتهم.
وتأتي هذه الجهود لتحقيق هدف حل مشكلة توفير مياه الشرب لأبناء المحافظة، وإحياء قطاع الزراعة الذي يعاني من شحة المياه.
تأمين الكهرباء
ولم تستثن الجهود الإماراتية قطاع الكهرباء من حزمة المشاريع التنموية التي تبنتها من أجل تعزيز الاستقرار والارتقاء بالخدمات الأساسية المتضررة من الحرب والوضع المتدهور. حيث تبنت الإمارات تنفيذ مشروع إنشاء محطة توليد بالطاقة الشمسية بقوة توليد تصل إلى 60 ميجاوات.
وبحسب مسؤولين في السلطة المحلية فإن فريقا هندسيا من دولة الإمارات سوف يصل قريباً للبدء بتنفيذ دراسة إقامة محطة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية. حيث يمثل هذه المشروع إضافة كبيرة لقطاع الكهرباء الذي يواجه عجزا في التوليد في ظل تهالك المحطات ونفاد الوقود بشكل مستمر.