تمثل الهجرة غير الشرعية لمواطني القرن الإفريقي أحد أبرز المخاطر التي تهدد أمن واستقرار العاصمة عدن، خاصة بعد الشجار العنيف الذي شهدته عدد من المديريات بين مهاجرين أثيوبيين من طائفتي الأورومو وامهرة وخلفت قتلى وجرحى وخسائر مادية فادحة.
هذا الخطر أكده وزير الدولة محافظ العاصمة عدن، أحمد لملس، خلال لقائه، الأربعاء، رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية بالإنابة ماك هوبر.
وتحتضن العاصمة عدن مخيمات للاجئين الأفارقة في منطقة البساتين بمديرية دار سعد، في حين ينتشر العديد منهم في المديريات للعمل وتوفير لقمة العيش.
وأظهرت بيانات حديثة وزعتها الأمم المتحدة ارتفاعاً كبيراً في عدد المهاجرين من القرن الإفريقي إلى اليمن؛ إذ بلغوا نحو 200 ألف شخص وصلوا عبر البحر.
وذكر مكتب المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، ان عدد المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا إلى هذا البلد خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي بلغ 86 ألفاً من أصل نحو 200 ألف هو إجمالي عدد المهاجرين الأفارقة في اليمن حيث يسعى هؤلاء عبر عصابات متخصصة إلى التسلل عبر الحدود إلى دول الخليج المجاورة بحثاً عن العمل.
لملس شدد على أن المعالجة الجذرية للهجرة غير الشرعية، يتطلب عقد مؤتمر إقليمي برعاية الأمم المتحدة، يجمع دول المصدر، والمرور، والوصول.
وأكد لملس، أن مشكلة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا والتدفق المستمر للمهاجرين إلى العاصمة عدن وعموم البلاد، يستدعي تحركا جادا لمواجهتها لمنع تفاقهما، وما تسببه من مخاطر وصعوبات للمجتمع المضيف.
ويرى لملس أن اجتماع الدول المتأثرة بهذه المشكلة من شأنه أن يفضي إلى مخرجات وخطة عملية يتفق عليها الجميع لمعالجتها بشكل جذري.
وازاء ذلك، أبدت منظمة الهجرة، بحسب هوبر، استعدادها دعم إقامة مؤتمر إقليمي، بالتنسيق مع الجهات الحكومية في الدول المعنية.
واتفقت مع السلطة المحلية في العاصمة عدن، على تنفيذ جُملة من الإجراءات العاجلة، أهمها العمل على إيجاد مركز استجابة مؤقت خارج العاصمة عدن للمهاجرين غير الشرعيين، ورفع وتيرة عمل والتشجيع على العودة الطوعية ومكافحة التهريب، والإعداد والترتيب لمحادثات بين الدول ذات العلاقة، وصولا إلى عقد مؤتمر إقليمي برعاية أممية.
يشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة ساعدت 5.700 مهاجر على العودة إلى بلدانهم في القرن الإفريقي خلال العام الماضي 2022، كما تمكنت منذ بداية العام الحالي وحتى الآن من إعادة 5.631 مهاجراً، بينهم 5.572 إثيوبياً.