ندّدت بغداد بـ”العدوان” الإيراني ضد سيادتها واستدعت سفيرها في طهران للتشاور بعد ضربات إيرانية بصواريخ بالستية في إقليم كردستان العراق وسوريا المجاورة وضعتها الجمهورية الإسلامية في إطار “الحق المشروع” في الدفاع عن أمنها بعد هجمات طالتها في الآونة الأخيرة.
وتأتي هذه الضربات التي أدانتها الولايات المتحدة وأطراف دولية، في سياق توتر متصاعد في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المنضوية ضمن ما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده طهران في المنطقة.
ومساء الثلاثاء وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن “الضربة الإيرانية في أربيل كانت عملا عدوانيا واضحا ضد العراق”، وتابع في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، “هذا الفعل بالتأكيد تطور خطير يقوض العلاقة القوية بين العراق وإيران”.
وبرر الحرس الثوري الإيراني ليل الاثنين- الثلاثاء هذه الهجمة بأنها استهدفت “مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة”، متهماً إقليم كردستان العراق بإيواء “مقر لجهاز الموساد الصهيوني” وتجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأفادت سلطات الإقليم بمقتل “أربعة مدنيين” على الأقلّ وإصابة ستة آخرين. ومن بين القتلى رجل الأعمال البارز في مجال العقارات بشراو دزيي وزوجته.
وأفادت وكالة فرانس برس أنّ الصواريخ أصابت منطقة سكنية راقية في الضاحية الشمالية الشرقية لأربيل. وأظهرت صور من المكان مبنى على الأقل من طبقتين مدمّرا بشكل شبه كامل.
واعتبرت بغداد أن الضربات “عدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي”، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات منها “تقديم شكوى إلى مجلس الأمن” الدولي.
وندّد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني بـ”هذه الجريمة ضد الشعب الكردي”. ودعا الحكومة الاتحادية إلى اتّخاذ “موقف صارم ضدّ هذا الانتهاك للسيادة العراقية”.
والتقى بارزاني وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية يوم الثلاثاء الماضي. وأكد أن “هذه الهجمات غير مبرّرة وغير مشروعة، وعلى المجتمع الدولي ألّا يظل يلتزم الصمت” تجاهها، بحسب بيان لحكومة الإقليم.
وأدانت جامعة الدول العربية هذا الهجوم وحمّلت إيران جميع عواقب الهجوم على إقليم كردستان العراق، فيما أكد وزراء الخارجية العرب رفضهم كل الذرائع الإيرانية لتبرير القصف.
وحسبما ذكرت “الخارجية العراقية”، فإن الجامعة حمّلت إيران “جميع عواقب هذا الانتهاك وما نتج عنه واعتباره سابقة خطيرة قد يؤدي تكرارها إلى تكدير السلم والأمن في المنطقة بشكل كامل”.
كما أكدت الجامعة على “وحدة وسيادة الأراضي العراقية ضد أي اعتداء أو انتهاك خارجي، وعلى حق العراق بصفته عضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية وعضوا في الأمم المتحدة باللجوء إلى جميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية التي يكفلها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية في الرد على هذه الانتهاكات”.