ارتفعت وتيرة الهجمات والاستهدافات التي تشنها مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وخلايا تنظيم القاعدة في محافظات شبوة وأبين والضالع، الأمر الذي زاد من قناعة الكثير من اليمنيين بوجود تنسيق قوي بين الطرفين المتحالفين لضرب أمن واستقرار تلك المحافظات الجنوبية المحررة.
وشهدت محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، الجمعة، هجوماً إرهابياً عنيفاً بعبوتين ناسفتين جرى زرعهما في منطقة المصينعة التي كانت معقلاً سابقاً لتنظيم القاعدة في مديرية الصعيد، وأسفر الهجوم عن مقتل مواطن وإصابة 6 آخرين بينهم 4 جنود من قوات اللواء أول دفاع شبوة. الهجوم في المصينعة تزامن مع هجوم إرهابي آخر استهدف دورية أمنية في وادي عومران شرق مديرية مودية بمحافظة أبين المجاورة، وأسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 2 آخرين بجراح.
تطابق العبوات الناسفة التي استخدمت في الهجومين في شبوة وأبين، يكشف الدعم الكبير الذي تتلقاه خلايا تنظيم القاعدة من مليشيا الحوثي، لأجل تنفيذ هجمات إرهابية وإجرامية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والمؤمَّنة. بحسب خبراء المتفجرات فإن العبوات التي تستهدف القوات الجنوبية في المحافظتين، عبارة عن عبوات مموهة، ومشابهة للعبوات التي تزرعها المليشيا الحوثية في جبهات القتال لاستهداف القوات المرابطة في خطوط التماس.
هجمات القاعدة في الداخل لم تكن بمعزل عن التصعيد العسكري في جبهات القتال والتصعيد الذي تشنه المليشيا الحوثية ضد محافظات أبين وشبوة والضالع. وخلال الـ72 الساعة الماضية شنت مليشيا الحوثي عمليات عسكرية وهجومية واسعة ضد مناطق حدودية بين مديرية بيحان ومحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة المليشيا. وتمكنت ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة من إحباط عمليات تسلل وهجمات حوثية منسقة ضد مناطق محررة في شبوة خلال اليومين الماضيين. كما شهدت جبهات ثرة في محافظة أبين تبادلا للقصف العنيف بين القوات الجنوبية والمليشيا الحوثية التي حاولت التقدم واستحداث مواقع عسكرية لها بالسلسلة الجبلية الفاصلة بين أبين والبيضاء.
ودائماً ما تترافق هجمات الحوثيين وعمليات القاعدة الإرهابية مع حملات إعلامية تحريضية ممنهجة ومسيسة، هدفها النيل من الأوضاع الأمنية المستقرة التي تعيشها المحافظات الجنوبية. وكذا عرقلة أي جهود لتطبيع الأوضاع والنهوض تنموياً بالمناطق التي تقبع تحت سيطرة القوات الجنوبية بشكل كامل.
المتحدث باسم القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب، أوضح أن هناك تبادل أدوار وتنسيقا مشتركا بين التنظيمات الإرهابية ومليشيا الحوثي التي تقدم الكثير من الدعم والإسناد لهذه التنظيمات لتنفيذ جرائمها وعملياتها الغادرة التي تستهدف القوات الجنوبية.
وقال النقيب: “إن العلاقة الوطيدة بين هذه التنظيمات والمليشيات الحوثية انكشفت بصورة كلية عقب إعادة تصنيف المليشيا الحوثية كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، دون شك هذه المليشيات المصدر والممول وصاحبة القيادة والإدارة للإرهاب الموجه ضد الجنوب وقواته المسلحة والمصالح والممرات الملاحية الدولية وأمن واستقرار المنطقة برمتها”.
وأضاف: “حذرنا من هذا الإرهاب ذات الرؤوس المتعددة في وقت مبكر، واليوم نحن في مواجهة شاملة غير انتقائية أو تواكلية، تتطلب منها تتضافر وتتكامل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية للتصدي لهذا الإرهاب وأذرعه المختلفة في اليمن”.
وقال متحدث القوات الجنوبية: “قواتنا تخوض معركة وطنية تحررية مقدسة بكل قوة وعزيمة وقدرة واقتدار، ضد التنظيمات الإرهابية، في الجبهات الحدودية، وفي مسارح الحرب على الإرهاب التي تسعى إلى اجتثاث شأفته من كل المحافظات والمناطق الجنوبية”.
يقول الناشط السياسي في شبوة، صالح العولقي، إن ما تشهده المحافظة من تصعيد في الجبهات وعودة العمليات الإرهابية يؤكد حقيقة التنسيق والتخادم بين المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية للإضرار بأمن واستقرار شبوة، موضحا أن اتساع المواجهات في المناطق الحدودية بين بيحان والبيضاء خلال الأيام الماضية، وعودة التفجيرات واستهدافات قوات دفاع شبوة في مديرية الصعيد كلها أحداث مترابطة لا يمكن عزلها أو فصلها عن المخطط الرئيسي الذي ترمي إليه تلك العناصر في إغراق شبوة بالفوضى والخراب.
وأضاف، إن الحوثيين أبرموا اتفاقيات مع التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش بتوجيه الإرهاب صوب المحافظات الجنوبية فقط، مقابل إطلاق سراح العناصر الإرهابية المتواجدة في السجون الخاضعة للحوثيين في صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتها. ناهيك عن تقديم الدعم المالي والعسكري الكبير الذي مكن خلايا القاعدة وداعش من تنفيذ الهجمات والعمليات الغادرة ضد القوات الجنوبية في شبوة وأبين.