في تحذير أممي بالغ الخطورة، كشفت الأمم المتحدة عن تدهور كارثي للوضع الإنساني في اليمن، مشيرة إلى أن البلاد باتت تسجل أكثر من ثلث إجمالي حالات الكوليرا عالميًا، و18% من الوفيات المرتبطة بها، وسط نظام صحي يعاني من الانهيار وتراجع حاد في حجم التمويل الدولي.
وبحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن 20% من الأطفال اليمنيين دون سن العام غير مُلقحين بالكامل، بينما يعاني نحو 2.3 مليون طفل من سوء التغذية، من بينهم 600 ألف في حالة حرجة تهدد حياتهم، في ظل غياب الرعاية الصحية الكافية.
كما أشار التقرير إلى أن 1.4 مليون امرأة حامل يعشن أوضاعًا صحية خطيرة تهدد حياتهن وحياة الأجيال القادمة، في وقت تعاني فيه المنظمات الإغاثية من تحديات هائلة، أبرزها اختطاف مليشيا الحوثي لعدد من موظفي الإغاثة، بينهم موظفون تابعون للأمم المتحدة.
وتُظهر الإحصائيات أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2025 لم تتلقَ سوى أقل من 10% من التمويل المطلوب، ما ينذر بحدوث فجوات خطيرة في عمليات الإغاثة مع اقتراب منتصف العام، ما لم يتم توفير تمويل عاجل.
وفي الربع الأول من العام الجاري، تمكّنت الأمم المتحدة من إيصال مساعدات غذائية طارئة لأكثر من خمسة ملايين شخص، وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي لـ1.2 مليون آخرين، إضافة إلى إعادة أكثر من 154 ألف طفل إلى المدارس، لكن كل ذلك مهدد بالتوقف خلال أسابيع.
ووفق التقرير، فإن نحو 400 مرفق صحي، من بينها 64 مستشفى، معرضة للإغلاق التام، ما سيحرم أكثر من سبعة ملايين يمني من الخدمات الطبية الأساسية، ويتركهم في مواجهة الأمراض والأوبئة دون حماية.
وتزداد المخاوف من تراجع الاستجابة الدولية، خاصة في ظل انشغال العالم بأزمات إنسانية موازية في غزة والسودان ودول أخرى، ما يُلقي بظلاله على الملف اليمني الذي قد ينزلق إلى مستويات كارثية غير مسبوقة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي فورًا.