حث عبدالملك الحوثي مليشياته المسلحة لفرض مزيد من القيود والانتهاكات ضد النساء بزعم “التصدي للحرب الناعمة المفسدة”.
وخرج زعيم مليشيات الحوثي المصنف على قوائم الإرهاب العالمية في خطاب مسجّل بمناسبة فعالية طائفية يطلق عليها “ميلاد الزهراء” للتحذير من “تحويل النساء إلى أدوات في إفساد المجتمع اليمني”.
جاء ذلك بالتزامن مع مضاعفة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تشديد قيودها وانتهاكاتها ضد النساء اليمنيات، بما في ذلك حرية اللباس والتنقل في مناطق سيطرتها شمالي البلاد، ما يعد خطابه المتطرف بمثابة اعتراف صريح للانتهاكات الصادمة.
كما يأتي بعد يومين فقط من اجتماع كبار القادة الحوثيين مع مالكي محلات بيع وخياطة العباءات وذلك في المركز الثقافي في صنعاء، حيث ألزمتهم المليشيات ببيع ما سمّوها “العباءة الفضفاضة” فقط مع “الخمار” (ثوب تغطى به المرأة رأسها).
وكانت مليشيات الحوثي تصف هذه القيود والانتهاكات بأنها تصرفات فردية قبل أن يخرج زعيمها للاعتراف ضمنياً بها بزعم ما سمّاه مواجهة اختراقات “اللوبي الصهيوني اليهودي العالمي، الذي يسعى من خلال استهداف المرأة إلى استهداف بنية المجتمع اليمني وتفكيك أواصره”.
كما ربط “الفساد بالمرأة” وكررها طوال خطابه بادعاء أن “الحرب الناعمة الشيطانية المفسدة، تستهدف المرأة لإفسادها، والسعي من وراء ذلك إلى تحويلها إلى أداة لإفساد المجتمع اليمني”.
وقال زعيم الحوثيين موجها عناصر مليشياته بالتصدي لما سمّاها بالحرب الناعمة على النساء اليمنيات: “هناك حرب للإفساد ولا بد من التصدي لها”، كما ذهب لتبرير انتهاكات مليشياته بحق النساء أنه “اتجاه إيماني” لحماية المرأة.
في موقف آخر، وجه زعيم المليشيات عناصره الإرهابية بفرض ما سمّاه “التربية الإيمانية” و”التصدي للفساد ولوساوس التضليل”، في تبني صريح لحملات القمع التي تقودها المليشيات بزعم فرض “الهوية الإيمانية”.
ونادراً ما يتحدث زعيم مليشيات الحوثي للنساء اليمنيات، إذ يعد خطابه إقرار بالقيود الذي فرضها الانقلابيون شمال اليمن ابتداء من وجود محرم بجانب المرأة وانتهاء بقيود لبس “العباءة”.
ويسابق الحوثيون الزمن في دعشنة الحياة في صنعاء من خلال فرض قيود مشددة على النساء في عملهن وملابسهن وتنقلاتهن داخل المدن اليمنية.
ومنذ اجتياح صنعاء أواخر 2014، شن الحوثيون هجمات مختلفة على محلات بيع الملابس النسائية فضلا عن آلاف الانتهاكات التي تنوعت بين اختطاف النساء وتعذيبهن واغتصابهن في المعتقلات وتجنيدهم للتجسس.
ووثقت تقارير حقوقية تعرض أكثر من 1700 امرأة للاختطاف والاعتقال من قبل مليشيات الحوثي وذلك جنباً إلى جنب مع قيود فرضتها من قبيل حظر استخدام العطور والبخور في أوساط الطالبات ومنع الاختلاط ووصل إلى فرض “المحرم” لدى تنقل النساء بين المحافظات ولدى ارتيادهن المطاعم والمتنزهات.