نفذ الجيش الباكستاني، الخميس، ضربات استهدفت مسلحين من البلوش في منطقة حدودية جنوب شرقي إيران، بعد يومين من شن طهران ضربات داخل الأراضي الباكستانية.
وقالت الخارجية الباكستانية، الخميس، إن قوات الجيش نفذت سلسلة ضربات عسكرية منسقة ودقيقة على مخابئ وملاذات إرهابية في إقليم سستان وبلوخستان الإيراني.
وأوضحت الخارجية، في بيان صادر عنها، أن الضربات أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين خلال عملية اعتمدت على معلومات المخابرات. وأشار البيان إلى أن “باكستان تحترم تماما سيادة إيران ووحدة أراضيها”، وأن الضربات العسكرية نفذت ضد ملاذات إرهابية في إيران.
وشدد بيان الخارجية الباكستانية أن الضربات كانت دفاعا عن أمن باكستان ومصلحتها الوطنية، مضيفا: “سنواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة وأمن شعبنا”.
وذكرت: “سنواصل مساعينا لإيجاد حلول مشتركة مع إيران ضد الإرهاب”.
وسُمع دويّ انفجارات عدّة صباح الخميس في جنوب شرق إيران المضطرب، بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضدّ “أهداف إرهابيّة” في باكستان.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان قوله إنّ دويّ “انفجارات سُمع في مناطق عدّة بمحيط مدينة سارافان”.
وأوضحت مصادر باكستانية أن الجيش استهدف معسكرات “جيش تحرير بلوشستان” داخل مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
وكانت إيران قد وجَّهت صواريخها تجاه 3 دول، خلال 24 ساعة، هي العراق وسوريا وباكستان، وقصفت أهدافا فيها، ليست من بينها مصالح أميركية ما يدل على تجنّبها أي تصعيد مع واشنطن، وفق خبراء.
ووصفت الحكومة الباكستانية الهجوم بأنه “انتهاك غير مبرر” للمجال الجوي للبلاد. كما حذرت من أن “هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول على الإطلاق ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة”.
ومن شأن الهجوم أن يؤدي إلى زيادة التوترات في الشرق الأوسط المضطرب بالفعل بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة.
كما يهدد أيضا العلاقات بين إيران وباكستان اللتين تنظران إلى بعضهما بعين الريبة منذ فترة طويلة رغم الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية.
ونقلت مصادر إعلامية إيرانية عن مسؤول أمني في إقليم سستان وبلوشستان أن عدة صواريخ أطلقت من اتجاه باكستان أصابت قرية حدودية في الإقليم. وأضاف المسؤول الإيراني إن ثلاث نساء وأربعة أطفال على الأقل لقوا حتفهم في أحد الانفجارات، موضحا أنهم لم يكونوا مواطنين إيرانيين.